أثر أربع شخصيات تأثيرا في العالم

اعتادت مجلة التايم الأمريكية أن تختار شخصية كل عام، وعادة ما يكون هذا الاختيار مثيرا للجدل، حيث سبق لها وأن اختارت الزعيم النازي "أدولف هتلر" عام 1938 والديكتاتور السوفيتي "جوزيف ستالين" عامي 1939 و1949، ومرشد الثورة الإسلامية الأسبق في إيران "آية الله الخميني" عام 1979، وأخيرا اختارت الرئيس الأمريكي "جورج بوش" شخصية عام 2004 بعد اجتياحه العراق.
وفي العام السابق اختارت "Youtube" شخصية العام. وها هي هذا العام تعود لإثارة الجدل باختيارها الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" شخصية عام 2007.. وهو اختيار ليس عاديا في ضوء الانتقادات التي تنهال على "بوتين" من الدول الغربية، وبصفة خاصة الولايات المتحدة لاتهامه بتقويض الديمقراطية في روسيا وسعيه لاستعادة المكانة التي كانت عليها بلاده في زمن الحرب الباردة، وهو الأمر الذي لا تحبذه بالطبع الإدارة الأمريكية.
ولأن هيئة تحرير المجلة الأمريكية تعرف مسبقا أن اختيار "بوتين" كأبرز شخصيات عام 2007 سيثير جدلا واستفزازا كبيرين، سارع رئيس التحرير "ريتشارد ستينجل" إلى تبرير ذلك بالقول بأن "نيل لقب شخصية العام ليس ولم يكن على الإطلاق شرفا، كما أنه ليس دعما ولا سباقا في الشعبية، بل إن هذا الترتيب يهدف إلى الإشارة إلى الشخصيات التي لعبت دورا مهما على الساحة الدولية، وبوتين هو أهم من استطاع أن يحدث تغييرا في بلاده".. وقد اختارت التايم أبرز أربع شخصيات عالمية في 2007 وهي..

1- فلاديمير بوتين.. القيصر الروسي مدى الحياة

"الرئيس الروسي فلاديمر بوتين البالغ من العمر 55 عاما هو شخصية العام بلا منازع".. هكذا تصدرت صورته غلاف التايم باعتبار أنه الشخصية الأكثر تأثيرا في بلاده وشعبه. وقال نائب رئيس تحرير المجلة "إدي أجنيشس" إن هيئة التحرير ترى أن "بوتين" سيبقى هو القائد الأعلى لروسيا وربما مدى الحياة، مشيرا إلى أن حزب الرئيس الروسي فاز في معركة الانتخابات البرلمانية هذا العام؛ لأن "بوتين" وضع الآلية الكفيلة بجعله المرجع الأعلى في روسيا بعد أن تنتهي مدة ولايته الثانية في العام المقبل. وأضاف "أجنيشس" أن كل الدلائل تشير إلى أن "بوتين" سيشغل منصب رئاسة الحكومة..
وقد شرح رئيس تحرير المجلة "ريتشارد ستينجل" دوافع اختيار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بالذات شخصية العام قائلا: "بعد سقوط سور برلين فقدت روسيا مكانتها في اللعبة الجيوسياسية الكبيرة. وإذا نجحت الآن في استعادة مكانتها على الساحة العالمية، فسوف يعود الفضل في ذلك إلى شخص واحد لا غير هو فلاديمير بوتين، وبالتالي فإن لقب شخصية العام يمنح له تقديرا لزعيم شجاع غير خريطة العالم". مضيفا أنه رغم أن "بوتين" ليس رئيسا ديمقراطيا بالمعنى الغربي لهذا المصطلح، لكنه يجسد الاستقرار الذي يفضله البلد على الحرية التي لم يعرفها منذ حوالي مائة سنة.
ونشرت المجلة الإنجازات التي حققها "بوتين" في المجالين السياسي والاقتصادي، ففي المجال السياسي نجح "بوتين" في وقف التدهور والتخبط اللذين عانت منهما روسيا في نهاية حقبة التسعينيات واستطاع تكوين إدارة قوية. وبدلا من تراجع دور روسيا دوليا، عادت تلعب دورا مؤثرا، وظهر حضور موسكو في عدة ملفات مهمة تعارض فيها الموقف الغربي مثل ملف كوسوفو وملف البرنامج النووي الإيراني.
وفي المجال الاقتصادي، بلغ معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي في روسيا نحو 7% سنويا ابتداء من عام 2000، الأمر الذي يعني زيادة هذا الناتج بنحو 50 % خلال سبع سنوات من حكم "بوتين". ويعد الاقتصاد الروسي حاليا أحد أكبر عشر اقتصاديات في العالم. كما تمتلك روسيا حاليا أكثر 500 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي مقابل لا شيء تقريبا عام 1998. وبلغت الاستثمارات الأجنبية نحو 45 مليار دولار، وهو ما انعكس على أبناء الطبقة المتوسطة في روسيا، حيث تحسن مستوى معيشة كثيرين منهم خلال فترة حكم "بوتين".
استطاع "بوتين" أيضا إعادة سيطرة الدولة على مجموعة من القطاعات المهمة خاصة قطاع النفط والغاز، وهو أمر استفادت منه الخزانة الروسية كثيرا مع ارتفاع سعر النفط من 15 دولارا للبرميل، قبل أن يتولى "بوتين" الحكم، إلى أكثر من 90 دولارا للبرميل في عام 2007.
ولخصت التايم إصلاحات "بوتين" بقولها: "نجحت قيادة بوتين لروسيا في فرض الاستقرار على أمة لم تعرف الاستقرار لحقب طويلة، ونجح في إعادة روسيا كقوة عالمية".

2- آل جور .. صاحب أوسكار ونوبل

"آل جور" الرجل الذي كان يوما قريبا جدا من مقعد الرئاسة داخل البيت الأبيض يعود الآن ليكون أشبه بالأبطال لدى الأمريكيين في الوقت الذي يفتقدون فيه لزعامة أو قيادة قوية، فنائب الرئيس الأمريكي السابق اختارته التايم ليصبح ثاني أهم شخصية خلال عام 2007. وكان من المتوقع أن تكون صورة "آل جور" على غلاف التايم في عددها الأخير، لولا أن هيئة تحرير المجلة اختارت "بوتين" لتأثيره الأقوى من وجهة نظرهم.
ومن الواضح أن أسباب اختيار التايم لآل جور تتحدد بشكل رئيسي في حصوله على جائزتين رفيعتين هذا العام. الأولى هي أوسكار أحسن فيلم وثائقي لفيلمه "حقيقة مزعجة"، والثانية هي جائزة نوبل للسلام مع هيئة التغييرات المناخية التابعة للأمم المتحدة عن دوره في التوعية بمخاطر التغيير المناخي وضرورة الحفاظ على درجة حرارة كوكب الأرض.
وشرحت المجلة الأمريكية المكانة التي يحظى بها "آل جور" قائلة: "مع اقتراب عام 2007 من نهايته وبداية عام 2008 يبدو أحد أهم الأسئلة التي تدور في أذهان الجميع هو كيف ستتعامل أمريكا مع العالم خلال العام القادم. فظاهريا تبدو الانتخابات القادمة أقل اهتماما بالاقتصاد وأكثر اهتماما بدور أمريكا في الحفاظ على مستقبل كوكب الأرض. بل إن الامر أعمق من ذلك، فهو يتعلق بالكيفية التي ترى بها أمريكا نفسها. فالأمريكيون في هذه الانتخابات يتطلعون إلى قيادة تستطيع تحويل الطموحات الروحية إلى حقائق عملية".
واعتبرت " التايم" أن "آل جور" من هؤلاء القادة الذين يحتاجهم هذا العصر. ليس كرئيس بل إن وظيفته هي إعادة رسم مكانة بلاده من الداخل كقائد في مجال الطاقة النظيفة إلى جانب طريقة استعادة الإيمان بالولايات المتحدة كقوة أخلاقية.
وبالنسبة لآل جور فإن عام 2008 هو موعد مع القدر ومواجهة مع العدو. وهو يرى أن هذا العدو هو لا مبالاة أمريكا بالمستقبل، وقلة الإيمان بالقدرة على فعل شيء ما حياله. ويصر على أنه يمكن إيجاد فرصة من خلال الأزمة.
ويحظى "آل جور" بمكانة كبيرة لدى المدافعين عن البيئة بسبب معارضته لآراء "بوش" غير المهتمة بالحفاظ على درجة حرارة الأرض، وخفض الانبعاثات الحرارية التي تعد الولايات المتحدة والصين الدول الأعلى نسبا في هذا المجال.
ولد "ألبرت أرنولد جور" في 31 مارس عام 1948. قضى سنوات طفولته في التنقل بين كارتيج بولاية تينيسي -حيث تربى على فلاحة أرض عائلته وتعلم حب البيئة من طبيعة عمله- وبين ولاية واشنطن حيث كان يعمل والده.
في عام 1969 حصل "آل جور" على شهادة الليسانس من جامعة هارفارد. وفى نفس العام التحق بالجيش؛ وبعد ذلك سافر إلى فيتنام كمحرر عسكري. وبعد عودته من فيتنام اتجه إلى دراسة الأديان إلى جانب عمله كصحفي. وكانت بدايه "آل جور" مع عالم السياسة عام 1977 عندما أصبح نائباً في مجلس النواب عن ولاية تنيسي، ثم أصبح بعد ذلك سيناتور (نائب في مجلس الشيوخ) عن الولاية نفسها في عام 1985 وحتى عام 1993. وفي عام 1988 سعى إلى ترشيح نفسه كرئيس ديمقراطي للولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1993وصل إلى منصب نائب الرئيس السابق "بيل كلينتون". وخاض انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008 لكنه خسر بفارق ضئيل أمام الجمهوري "جورج بوش".

3- جي كيه رولينج... السر في هاري بوتر!

قد لا يعرف الكثير من عشاق قصص المغامرات في العالم إسم "جي. كيه. رولينج"، لكن هؤلاء يعرفون بالتأكيد من هو "هاري بوتر" ورحلاته الأسطورية. "جي كيه رولينج" هو اسم الكاتبة البريطانية مؤلفة سلسلة (هاري بوتر) بأجزائها السبعة والتي اختارتها مجلة التايم كثالث أبرز شخصية لعام 2007. ويبدو أن هذا العام كان مميزا لرولينج، حيث صدر في منتصفه آخر جزء من هذه السلسلة التي حققت مليارات الدولارات لصاحبتها وهو الذي يحمل عنوان (هاري بوتر والمقدسات المميتة).. وكان سببا لاختيار التايم لها. وقالت المجلة في تعليل أسباب اختيارها لمؤلفة السلسلة الأدبية أنه رغم بعض العيوب التي ظهرت في سلسلة (هاري بوتر) إلا أنها تذهب بنا إلى العالم الذى نريده، ونتساءل متى يمكن أن نرى ملحمة خيالية مثل هذه بعد ذلك. عرضت المجلة صورا لمراهقين من جميع أنحاء العالم وهو يمسكون بأجزاء هاري بوتر المترجمة إلى عشرات اللغات في دلالة على التأثير الكبير الذي أحدثته "رولينج" بخيالها في ملايين المراهقين.
وقد عرف الناس هاري بوتر للمرة الأولى في السادس والعشرين من يونيو1997 عندما صدر الجزء الأول (هاري بوتر في مدرسة السحرة)، والذي مثل خطوات "رولينج" الأولى نحو الشهرة والثروة حيث تجاوزت ثروتها المليار دولار بعد عام 2004 وأصبحت أغنى من الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا بل أغنى امرأة في بريطانيا في أقل من عشر سنوات.. ومع ذلك لم تندفع للظهور كما تفعل نجمات السينما بل إنها رفضت الأضواء وفضلت البقاء خلف القلم لتبدع أجزاء أخرى من هذه السلسلة المبهرة.
وقبل اتجاهها لتأليف "هاري بوتر" كانت "رولينج" تعمل في البرتغال كمعلمة، وهناك التقت بزوجها الأول والد ابنتها "جيسيكا"، إلا أن هذه الزيجة انتهت بالطلاق. ويرى الكثيرون أن إقامتها في البرتغال قد ألهمتها شخصية "سالازار سليذرين" الساحر الشرير صاحب الميراث المرعب وأحد مؤسسي هوجوورتس في سلسلة هاري بوتر، والذي يُعتقد أن اسمه الأول مستمد من اسم الدكتاتور البرتغالي الشهير "أنتونين دي أوليفيرا سالازار".
عادت "رولينج" إلى بريطانيا، وفي 1995 بدأت "رولينج" بكتابة مغامرات الصبي الساحر "هاري بوتر" الذي تجلى لها أثناء رحلة في القطار إلا أنها واجهت مشكلة في رفض كثير من الناشرين نشر مؤلفاتها وكان الشخص الوحيد الذي وافق على ذلك قد اشترط عدم كتابة اسمها الأول "جوان" واستبدله بالحرفين "جي. كيه" حتى لا يعرف أحد انها امرأة بما يعني احتمال عدم الإقبال على شراء الكتاب. وبعدها حقق مبيعات قياسية لم يتوقعها أحد.

وتشمل سلسلة (هاري بوتر).. (هاري بوتر وحجر الفيلسوف)- 1997، (هاري بوتر وحجرة الأسرار)- 1998، (هاري بوتر وسجين أزكبان)- 1999، (هاري بوتر وكأس النار)- 2000، (هاري بوتر وجماعة العنقاء)- 2003، (هاري بوتر والأمير الهجين)- 2005، (هاري بوتر والمقدسات المميتة) – 2007.
ومع الثراء الذي جنته "جي كيه رولينج" من هاري بوتر، سواء الكتب أو الأفلام السينمائية تحولت حياتها من البؤس إلى السعادة وتزوجت مرة أخرى وأنجبت طفلا آخر.

4- هو جينتاو.. الحكمة قبل الديمقراطية!

تعد الصين الآن الدولة صاحبة أكبر عدد من السكان، ولديها اقتصاد قوي وحيوي وسياسة مؤثرة في العالم. كما أنها تقترب من أن تكون -بحسب التايم- محظ أنظار العالم عندما تبدأ دورة الألعاب الأولمبية في بكين العام القادم. ولذلك فإن رئيسها "هو جينتاو" يستحق أن يكون من أبرز شخصيات العام. فـ"جينتاو" بحسب التايم استطاع منذ أن أصبح أمينا عاما للحزب الشيوعي الحاكم في الصين عام 2002، ورئيسا فيما بعد في أن يكون لبلاده مكانة مؤثرة على الخريطة العالمية، وأيضا دور في كثير من القضايا رغم الخلاف مع الولايات المتحدة.
وأضافت التايم أنه من الخطأ اعتبار صبر "هو جينتاو" في التعامل مع بعض القضايا الداخلية والخارجية ضعفا بل إنه نوع من الحكمة والحنكة السياسية، كما أن سياسته العامة وقدرته على إحداث التوازن بين الأمور نجحت في أن تخدم بلاده. وقالت إن "جينتاو" يقود الصين بطريقة مختلفة عن الزعماء التاريخيين مثل "ماو تسي تونج". فمثلا نجحت الصين في أن يكون لها دور مؤثر في بعض القضايا الإقليمية مثل السودان وإيران "وتقف مع روسيا عائقا أمام فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي".
وقالت التايم إنه بالرغم من عدم ديمقراطية "جينتاو"، إلا أنه لم يكن أي من الفلاسفة الذين حكموا الصين عبر التاريخ ديمقراطيا.
ولد "هو جينتاو" في 21 ديسمبر 1942 بمقاطعة جيانج يانج شرقي الصين. وهو سكرتير عام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس جمهورية الصين الشعبية، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية للجمهورية. تخرج "هو جينتاو في الجامعة عام 1964 متخصصا في الهندسة المائية، وانضم للحزب الشيوعي الصيني في 1965. ثم واصل دراسته العليا، وشارك في الأبحاث والتنمية وفي عام 1982 أصبح عضو أمانة اللجنة المركزية لعصبة الشبيبة الشيوعية للصين، ورئيس اتحاد شباب عموم الصين، وظل يترقى في المناصب حتى أصبح نائبا لرئيس البلاد عام 1998 وفي عام 2003 انتخب رئيسا لجمهورية الصين الشعبية.

معلومات رائعة عمر يعطيك الف عافية . انا اول مرة اسمع عن هو جينتاو , مثل هذه المواضيع الرائعة بتضيف ثقافة للشخص . مشكور

العفو سارة

مشكور اخي موضوع رائع

العفو